"الإندبندنت" البریطانیة: أمریكا تجاهلت غضب إسرائیل والخلیج من النووی
7/16/2015 5:13:17 PM
قال الصحفی البریطانی المتخصص فی شؤون الشرق الأوسط "روبرت فیسك" عبر مقاله بصحیفة "الإندبندنت" البریطانیة أن الاتفاق الأخیر الذی جمع بین إیران ومجموعة دول الست وعلى رأسهم أمریكا بشأن ملف الأولى النووی یتجاهل غضب إسرائیل والخلیج العربى، وقد تأوله بعض الجهات العربیة انحیازا أمریكیا للشیعة فی الحرب الطائفیة التی تغطی المنطقة. على حدّ قوله
ویضیف "فیسك" أنه على الرغم من أن الاتفاق لیس إلا تطبیقا لقرار یجعل إیران تتوقف عن أنشطتها النوویة لمدة عقد لرفع العقوبات الاقتصادیة عنها، ویجعلها توافق على زیارة بعثات الوكالة الدولیة للطاقة الذریة لتفقد مفاعلها النوویة بحریة.
ویقول "فیسك" إن الاتفاق الأخیر سیثیر زلزالا استراتیجیا فی المنطقة، وقد یعود بإیران إلى دورها السابق فی عهد الشاه المخلوع كشرطی على المنطقة، مشیرا إلى سأم أمریكا من القوى السنیة التی أهدت للعالم "أسامة بن لادن" ونظام طالبان وكارثة الحادی عشر من سبتمبر، وأموال الخلیج الداعمة لتنظیم داعش- والشاریة للأسلحة الأمریكیة فی نفس الآن - لتخلق توازن برفع العقوبات عن إیران.
وأضاف "فیسك" أن هناك بعض العقبات التی تنتظر اتفاقیة فیینا وتتمثل فی كتلة الیمین المتشدد فی إیران وأولها الحرس الثوری الإیرانی، وكتلة الیمین فی إسرائیل وعلى رأسها "بینیامین نتنیاهو"، والیمین الأمریكی داخل الكونجرس الذی یهدد بإفشال الاتفاقیة، الأمر الذی رد علیه الرئیس الأمریكی "باراك أوباما" بتلویحه استخدام الفیتو فى حال اعتراض الكونجرس على الاتفاقیة.
وتوقع "فیسك" أن تدیر ایران ملف الأزمة السوریة فی المستقبل محاولة أن تقنع إدارة الرئیس الأمریكی باراك أوباما بالكف عن الضغط على الرئیس السوری "بشار الأسد" والتركیز على مواجهة الملیشیات المتطرفة مثل تنظیم داعش، نظرا لوجود قوات حرسها الثوری فى الجبهة السوریة، وقوات حلیفها تنظیم حزب الله.
وأشار "فیسك" إلى المفارقة التی جمعت بین كل من اسرائیل وداعش، فداعش اعتادت على انتقاد إیران وتكفیرها واتهامها بالعدوان الإجرامى على السنة، وهی نفس الرؤیة التی تمنحها إسرائیل لإیران.
وقال "فیسك" نقلا عن مسؤولی مفاوضات "فیینا" إن إیران تستطیع أن تقوم بدور إیجابی فی المنطقة المضطربة، رغم اعتراض اسرائیل التی اعتادت مؤخرا على تقدیم العلاج لأعضاء الملیشیات المتطرفة فی سوریا عن طریق الجولان.